تعزيز السعادة والإنتاجية من خلال الصحة النفسية والجسدية في بيئة العمل

شارك الموضوع:

من خلال هذه الصفحة سيتم الإجابة على تساؤلاتك عن تعزيز السعادة والإنتاجية من خلال الصحة النفسية والجسدية في بيئة العمل.

 

ما هي الصحة النفسية والجسدية في بيئة العمل؟

تشير الصحة النفسية في بيئة العمل إلى حالة التوازن العاطفي والعقلي التي تسمح للموظف بفهم قدراته والتعامل مع ضغوط الحياة والعمل بشكل منتج والإسهام في المجتمع. أما الصحة الجسدية فهي تعني الحفاظ على جسم سليم من خلال التغذية الجيدة والنشاط البدني المنتظم، مما ينعكس إيجابًا على الأداء في العمل.

 

ما هي أهمية الصحة النفسية والجسدية في بيئة العمل؟

  • العمل ضمن شروط مهنية عادلة ومحترمة يعزز الثقة والقدرة على الإنجاز ويدعم العلاقات الإيجابية في المجتمع.
  • بيئات العمل الآمنة صحيًّا تقلل التوتر والصراعات وتحسن الأداء والإنتاجية وتخفض معدلات الغياب.
  • الإهمال في الصحة النفسية يؤدي إلى هدر مليارات ساعات العمل سنويًّا نتيجة الاكتئاب والقلق، ما يكلف الاقتصاد العالمي نحو تريليون دولار سنويًّا.
  • الموظفون الذين يتمتعون بصحة نفسية جيدة يكونون أكثر قدرة على الابتكار واتخاذ القرارات وحل المشكلات بفعالية.
  • الصحة الجسدية السليمة تقلل مخاطر الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، مما يقلل أيام الإجازات المرضية ويحافظ على التواجد الفعّال للموظف.
  • الموظفون الأصحاء نفسيًّا وجسديًّا يميلون إلى المشاركة المجتمعية والسلوكيات الإيجابية في بيئة العمل، ما يعزز روح التعاون والعمل الجماعي.
  • الجهات التي تعزز الصحة النفسية والجسدية لموظفيها تتميز بقدرتها على جذب الكفاءات واستبقائها وتقليل معدل دوران الموظفين.
  • بيئة العمل الداعمة تعزز من التوازن بين الحياة الشخصية والعملية، مما يرفع من جودة الحياة عمومًا.

عوامل الخطورة

تشمل أبرز العوامل التي تهدد الصحة النفسية والجسدية للعاملين في بيئة العمل ما يلي:

 

  • أعباء العمل المفرطة أو غير المتوازنة: مثل العمل لساعات طويلة، أو العمل بوتيرة سريعة دون فترات راحة كافية، مما يزيد من الإجهاد العقلي والجسدي.

 

  • ضعف السيطرة على المهام: عندما يشعر الموظف بأنه لا يملك القدرة على التحكم في تصميم عمله أو اتخاذ قرارات تخصه، يزداد خطر تعرضه للضغط النفسي.

 

  • بيئات العمل التي تفتقر إلى الدعم أو العدالة: مثل المؤسسات التي تسودها ثقافة تكرّس السلوكيات السلبية أو تفتقر إلى الشفافية، أو التي تعاني من التمييز والإقصاء لأي سبب كان (النوع، العِرق، الإعاقة وغيرها).

 

  • غياب التوازن بين العمل والحياة الشخصية: صعوبة الفصل بين متطلبات العمل والأسرة أو الالتزامات الشخصية تزيد من الإرهاق والإجهاد المزمن.

 

  • العنف أو المضايقات أو التنمر: تعرض الموظف لسوء المعاملة اللفظية أو الجسدية أو المضايقات المستمرة يؤدي إلى تدهور صحته النفسية بشكل حاد.

 

  • انعدام الأمان الوظيفي أو تدني الأجور: الشعور بعدم الاستقرار المالي أو الخوف من فقدان العمل يعد من أبرز الضغوط النفسية التي تؤثر على الصحة العقلية وقد ترتبط بزيادة خطر التفكير في الانتحار.

 

  • ظروف العمل المادية المتردية: مثل بيئات العمل غير الآمنة أو التي لا تراعي متطلبات السلامة المهنية، مما يزيد من مخاطر الإصابات ويضاعف التوتر والخوف.

 

  • قلة فرص التطور الوظيفي أو التقدير: عدم وجود مسارات واضحة للترقية أو افتقار الموظف للتقدير على جهوده يؤثر سلبًا على رضاه المهني وصحته النفسية.

 

الوقاية:

تشمل الوقاية من المشكلات النفسية والجسدية في بيئة العمل عدة ممارسات فعّالة، من أبرزها:

 

  • هيكلة الوظائف بما يتناسب مع القدرات: يجب أن تراعي المهام قدرات الموظفين وتُوزَّع بعدالة، لتفادي أعباء العمل المفرطة والضغوط المستمرة.

 

  • تطبيق سياسات عمل مرنة: مثل خيارات العمل عن بُعد، أو أوقات الدوام المرنة، أو إمكانية تعديل الجداول بما يوازن بين العمل والحياة الشخصية.

 

  • توفير بيئة داعمة: من خلال تشجيع ثقافة الحوار المفتوح حول الصحة النفسية، وتدريب المديرين على اكتشاف العلامات المبكرة لمشكلات الصحة النفسية ودعم الموظفين عند الحاجة.

 

  • تشجيع النشاط البدني المنتظم: ينصح للموظفين بممارسة نشاط بدني معتدل لا يقل عن 150 إلى 300 دقيقة أسبوعيًا؛ حتى الأنشطة البسيطة مثل صعود السلالم لها أثر إيجابي على الصحة.

 

  • تحفيز العادات الصحية اليومية: مثل شرب الماء بانتظام، أخذ فترات راحة قصيرة لإعادة شحن الطاقة، وتخصيص وقت كافٍ لتناول وجبة غذائية متوازنة بعيدًا عن المكتب.

 

  • إدارة المخاطر النفسية والاجتماعية: عبر تنفيذ برامج مؤسسية لتحديد المخاطر المحتملة في بيئة العمل ومعالجتها بشكل استباقي، مثل سياسات مكافحة العنف والتنمر والتمييز.

 

  • توفير خدمات الدعم والمساعدة: مثل برامج مساعدة الموظفين، وهي خدمات سرية تقدّم استشارات ودعمًا نفسيًا لمساعدة الموظف على التعامل مع الضغوط وتحسين أدائه، إضافة إلى خدمات الاستشارة داخل العمل أو عن بُعد.

 

حلول تمكينية لتعزيز السعادة والإنتاجية في العمل

من منظور الفرد:

  • الالتزام بفواصل راحة قصيرة خلال ساعات العمل، حتى 5-10 دقائق بين الاجتماعات، مما يساعد على تخفيف التوتر وتجديد النشاط.
  • شرب الماء بانتظام والاهتمام بوجبات صحية ومتوازنة، مع تخصيص وقت كافٍ لتناول الغداء بعيدًا عن المكتب لتقليل القلق وتحسين المزاج.
  • ممارسة النشاط البدني المنتظم في بيئة العمل، مثل صعود السلالم بدلاً من المصعد، والمشاركة في نوادي المشي أو حصص التمارين الجماعية.
  • الحد من المشتتات، مثل إغلاق الإشعارات ووضع إشارات «مشغول» عند التركيز في المهام، مما يرفع الكفاءة ويقلل التوتر.
  • تدوين الإنجازات اليومية الصغيرة أو ممارسة الامتنان، وهو ما يزيد من الإيجابية والتفاؤل.

من منظور المؤسسة:

  • تصميم برامج مساعدة الموظفين وتوفير استشارات سرية وسهلة الوصول لمساعدة الموظفين في تجاوز الضغوط الشخصية أو المهنية.
  • تدريب المدراء على الوعي بالصحة النفسية، بما في ذلك اكتشاف العلامات المبكرة لمشاكل التوتر والإرهاق وتقديم الدعم المناسب.
  • إطلاق حملات توعوية منتظمة حول الصحة النفسية والجسدية، تشمل ورش العمل والندوات والأنشطة الجماعية التي تعزز بيئة عمل إيجابية وداعمة، إلى جانب دعم الشراكات مع الجهات النفسية المتخصصة والمنصات الافتراضية، من خلال توفير جلسات استشارية مجانية أو أكواد خصم للموظفين.
  • توفير فرص للنشاط البدني داخل بيئة العمل، مثل إنشاء صالات رياضية أو تنظيم برامج مشي جماعية، بما يسهم في تعزيز الصحة العامة وتقليل الإجازات المرضية، إلى جانب تهيئة مساحات مريحة داخلية مخصصة للتركيز أو تناول الطعام والترفيه، وكذلك توفير مرافق خارجية مثل الحدائق ومضامير المشي لتشجيع الموظفين على الحركة والاسترخاء خلال أوقات الاستراحة.
  • قياس نتائج مبادرات الصحة النفسية بانتظام من خلال استبيانات رضا الموظفين أو معدلات الغياب والحضور لضمان التحسين المستمر.

 

الأسئلة الشائعة:

  1. ماذا أفعل إن لم يكن لدي وقت كافٍ لممارسة الرياضة؟
    يمكنك دمج النشاط البدني في روتينك اليومي دون الحاجة إلى تخصيص وقت طويل، مثل:
  • استخدام الدرج بدلًا من المصعد.
  • المشي لمسافات قصيرة داخل مكان العمل أو خلال المكالمات الهاتفية.
  • أداء تمارين التمدد البسيطة أثناء فترات الراحة.
  • الوقوف والتحرك لبضع دقائق كل ساعة.

حتى هذه التغييرات البسيطة تحسن صحتك وتقلل من التوتر والإجهاد.

 

2. كيف أعرف أنني بحاجة لدعم نفسي؟

إذا شعرت بإرهاق دائم، توتر مستمر، صعوبة في التركيز أو النوم لفترات طويلة رغم محاولاتك للتكيف، فقد تكون بحاجة لاستشارة مختص نفسي أو طبيب، وتشير الدراسات إلى أهمية أنت تقوم الجهات بالاستبيانات الدورية لتقييم التوتر والرضا الوظيفي والرفاه النفسي، وهذه المتابعة تساعد على الكشف المبكر عن التوتر وتحسين بيئة العمل بناءً على بيانات واقعية، مما يعزز رضا الموظفين، يقلل معدلات الاستقالات، ويرفع الإنتاجية. كما تضمن التزام المؤسسة بالمعايير الدولية للصحة المهنية.

ويمكن معرفة المزيد من خلال قراءة موضوع الاحتراق الوظيفي.

 

3. هل إنفاق الجهات العمل على الصحة النفسية والجسدية يعد إنفاقًا بلا داعي؟

لا، بل على العكس، الاستثمار في برامج الصحة النفسية والجسدية للموظفين يعود بفوائد اقتصادية كبيرة، إذ يقلل من الغياب الوظيفي، ويحسن الأداء، ويرفع من رضا الموظفين ويزيد من الاحتفاظ بالكفاءات، وهو ما تثبته أرقام منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أن الاكتئاب والقلق وحدهما يهدران مليارات ساعات العمل سنويًا.

متى يتم مراجعة المختصين؟

يُنصح بمراجعة مختص نفسي أو طبيب عند ظهور أي من العلامات التالية:

 

  • الشعور المستمر بالقلق أو التوتر المفرط الذي يؤثر على حياتك اليومية.
  • ظهور أعراض الاكتئاب مثل الحزن الشديد، فقدان الحافز، أو اضطرابات النوم لفترة طويلة.
  • الشعور بالإرهاق المزمن أو صعوبة التركيز رغم فترات الراحة ومحاولات التكيف.
  • مواجهة صعوبة في أداء المهام اليومية أو التفاعل مع الآخرين داخل العمل أو خارجه.
  • التفكير في ترك العمل أو العزلة التامة نتيجة الضغوط النفسية.
  • إذا ظهرت لديك أفكار إيذاء النفس أو ميول انتحارية، فيجب طلب المساعدة فورًا دون تأجيل. (المصادر:

 

كما يُوصى باللجوء إلى برامج مساعدة الموظفين أو خدمات الدعم النفسي السرية إذا توفرت في مكان عملك، للحصول على استشارات أولية ودعم مناسب قبل تفاقم المشكلة.

إرشادات عامة:

 

  • تناول نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضراوات الطازجة والحبوب الكاملة مع الحد من الدهون الضارة، للمحافظة على صحة القلب والجسم.

 

  • احرص على شرب كميات كافية من الماء يوميًا ولا تنتظر حتى تشعر بالعطش، فالترطيب يدعم تركيزك ونشاطك الذهني.

 

  • خصص فترات راحة قصيرة بين المهام، ولو لخمس دقائق، لتهدئة الذهن وتجديد النشاط.

 

  • مارس نشاطًا بدنيًا خفيفًا يوميًا، مثل صعود السلالم أو المشي السريع في أوقات الفراغ.

 

  • حاول تنظيم وقتك بحيث تجد توازنًا بين متطلبات العمل والحياة الشخصية لتقليل التوتر والإرهاق.

 

  • لا تتردد في طلب المساعدة من زملائك أو من مختصين إذا شعرت بضغط نفسي أو إرهاق يتجاوز قدرتك على التحمل.

 

  • شارك في أي مبادرات أو برامج صحة نفسية أو بدنية توفرها المؤسسة، مثل ورش العمل أو برامج الدعم النفسي.

 

  • احرص على خلق بيئة إيجابية مع زملائك من خلال التشجيع والدعم المتبادل.

 

  • تذكّر أن بناء بيئة عمل صحية وآمنة مسؤولية مشتركة بينك وبين مؤسستك، فكل إجراء صغير يحدث فارقًا كبيرًا.

موضوعات ذات صلة

ضغط الأقران (Peer Pressure)

من خلال هذه الصفحة سيتم الإجابة على تساؤلاتك عن ضغط الأقران. ما هو ضغط وتأثير الأقران؟ يُقصد بضغط الأقران التأثير