العلاج التلطيفي (Palliative care)

شارك الموضوع:

سيساعدك هذا الموضوع على التعرف عن العلاج التلطيفي وكيف تستعد له.

ما هو العلاج التلطيفي؟

العلاج التلطيفي (أو ما يُعرف أيضًا بالرعاية التلطيفية) هو نهج طبي متكامل يهدف إلى تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة أو مهددة للحياة، مثل السرطان أو أمراض القلب أو الأمراض العصبية المستعصية. ويُركّز هذا النوع من الرعاية على تخفيف الألم والأعراض الجسدية المزعجة، إلى جانب الاهتمام بالجوانب النفسية والاجتماعية والروحانية التي قد ترافق رحلة المرض. وتُقدّم هذه الرعاية بالتزامن مع العلاجات الأخرى التي تستهدف السيطرة على المرض أو تأخير تطوّره، وهي لا تقتصر على المرحلة الأخيرة من الحياة كما قد يعتقد البعض.

 

كما أن الرعاية التلطيفية يمكن أن تبدأ منذ لحظة التشخيص وتستمر طوال فترة العلاج وحتى في المراحل النهائية، مع التركيز على إدارة الأعراض مثل الألم والإرهاق والغثيان وفقدان الشهية والأرق، إضافةً إلى تقديم الدعم النفسي والروحي وخطط الرعاية العملية للمريض وأسرته.

 

وتوضح منظمة الصحة العالمية أن العلاج التلطيفي حق أساسي من حقوق الإنسان، وجزء لا يتجزأ من التغطية الصحية الشاملة، إذ يعمل على منع المعاناة وتخفيفها من خلال التعرف المبكر إلى الأعراض وعلاجها بشكل دقيق، مع توفير الدعم للمريض وأسرته من خلال فريق متعدد التخصصات.

متى يتم اللجوء للعلاج التلطيفي؟ ومن هم الفئات المستفيدة؟

يتم اللجوء إلى العلاج التلطيفي في حال وجود مرض مزمن أو مهدد للحياة يُسبب معاناة جسدية أو نفسية أو اجتماعية أو روحية، بغض النظر عن إمكانية الشفاء من المرض أو لا. ويشمل ذلك حالات عديدة مثل: السرطان بمراحله المختلفة، والأمراض العصبية المستعصية، والخرف والزهايمر، وأمراض القلب المزمنة، والفشل الكلوي أو الكبدي، والتليف الكيسي، وأمراض الرئة المستعصية، والعدوى المزمنة مثل الإيدز، وكذلك بعض اضطرابات نخاع العظم والدم التي تتطلب زراعة خلايا جذعية.

 

وتُشير منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقارب 56.8 مليون شخص حول العالم بحاجة إلى رعاية تلطيفية سنويًا، بينهم 25.7 مليون شخص في عامهم الأخير من الحياة. إلا أن أقل من 14% فقط يحصلون فعليًا على هذه الرعاية، ما يؤكد أهمية توفير السياسات والخطط الوطنية التي تضمن دمج الرعاية التلطيفية ضمن الخدمات الصحية لكل الفئات، خاصة كبار السن ومرضى الأمراض غير المعدية.

 

كما أن تقديم العلاج التلطيفي مبكرًا بالتزامن مع العلاجات الأخرى مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة، وقد يؤثر بشكل إيجابي على مسار المرض.

 

كيف تستعد للعلاج التلطيفي؟

الاستعداد للعلاج التلطيفي خطوة مهمة تساعد المريض وأسرته على تحقيق أكبر قدر من الراحة وجودة الحياة خلال مواجهة المرض. يبدأ ذلك بالحوار الصريح مع الطبيب المعالج لفهم الحالة الصحية والأعراض المتوقعة وخيارات العلاج المتاحة. من المفيد أن يدوّن المريض أولوياته وأهدافه الشخصية، مثل الرغبة في البقاء بالمنزل قدر الإمكان أو السيطرة على الألم بأفضل صورة.

 

كما ينبغي مناقشة الأمور المالية والقانونية في وقت مبكر إذا لزم الأمر، بما في ذلك التوكيلات الطبية أو الوصايا العلاجية. يُنصح أيضًا بمشاركة أفراد الأسرة أو من يقدمون الرعاية في هذا التخطيط حتى يكون الجميع على دراية بالخطوات المقبلة. وأخيرًا، يمكن لفريق الرعاية التلطيفية أن يقدّم إرشادات حول ترتيبات الإقامة سواء في المستشفى أو الرعاية المنزلية أو مراكز الرعاية المتخصصة.

 

 كيف يتم العلاج التلطيفي؟

1) الرعاية التمريضية والطبية: يقدّم فريق الطب التلطيفي متابعة لصحة المريض عبر أطباء وممرضين مختصين؛ فيديرون الأدوية اللازمة للسيطرة على الأعراض مثل الألم أو ضيق التنفس أو الغثيان، ويراقبون أي مضاعفات طبية حسب الحالة. مثلًا قد تُستخدم أدوية مسكنة (مثل المورفين) أو جلسات استرخاء وتمارين تنفس للمساعدة في تهدئة الأعراض.

 

2) الدعم النفسي والاجتماعي: يُوفّر فريق الرعاية التلطيفية أخصائيين نفسيين واجتماعيين لدعم المريض وأفراد أسرته في التعامل مع القلق والتوتر والاكتئاب المحتمل. يمكن تقديم جلسات إرشاد فردية أو عائلية، أو إحالة المريض إلى مجموعات دعم مجتمعية، ما يساعد على تخفيف الأعباء العاطفية وتحسين جودة التواصل داخل الأسرة.

 

3) الدعم الوظيفي وإعادة التأهيل: بحسب حاجة المريض، قد يشمل الفريق أخصائي علاج طبيعي أو وظيفي لتعليم المريض أساليب الحفاظ على استقلاليته قدر الإمكان، مثل تمارين بسيطة لتحسين القدرة الحركية أو استخدام أجهزة مساعدة داخل المنزل.

 

4) الدعم الغذائي والدوائي: يعمل أخصائي التغذية والصيدلة السريرية على وضع خطة تغذية مناسبة للحفاظ على الوزن والقوة البدنية، ومراجعة الأدوية لتجنب التعارضات وضمان الفعالية.

 

5) الدعم الديني أو الروحاني: يقدّم فريق الرعاية التلطيفية عند الطلب دعمًا روحانيًا من خلال مرشدين أو مستشارين دينيين، ليجد المريض في الجانب الإيماني مصدرًا للسكينة والقوة خلال هذه المرحلة.

الأسئلة الشائعة عن العلاج التلطيفي

هل يعني العلاج التلطيفي أن المريض في مرحلة الاحتضار؟ لا. يمكن أن يبدأ العلاج التلطيفي في أي مرحلة من مراحل المرض، منذ التشخيص وحتى المراحل الأخيرة. الهدف هو تحسين الراحة وتخفيف الأعراض ودعم المريض وأسرته نفسيًا واجتماعيًا وروحيًا.

 

أين يمكن تلقي العلاج التلطيفي؟ يمكن تقديم العلاج التلطيفي في المستشفيات، أو العيادات الخارجية، أو وحدات الرعاية التلطيفية المتخصصة، أو من خلال الزيارات المنزلية، وحتى عبر العيادات الافتراضية، ويشرف عليه فريق متعدد التخصصات يشمل الأطباء والتمريض وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين ومرشدين روحيين حسب احتياجات المريض.

 

ما هي الفائدة الحقيقية للعلاج التلطيفي؟ يساعد العلاج التلطيفي في تقليل الإقامة غير الضرورية في المستشفيات، ويحسّن جودة حياة المرضى ومقدمي الرعاية، ويخفف من الأعراض المزعجة مثل الألم والقلق وضيق التنفس، كما يزيد من رضا المريض وأفراد أسرته عن الرعاية الصحية المقدمة.

 

هل يمكن أن يتلقى المريض العلاج التلطيفي مع استمرار العلاج الموجّه للشفاء؟
نعم، يمكن تقديم العلاج التلطيفي جنبًا إلى جنب مع العلاجات التي تستهدف علاج المرض أو إبطاء تقدّمه مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو الأدوية الحديثة. الهدف هو تحسين جودة حياة المريض وتقليل الآثار الجانبية للعلاج الرئيسي.
 

هل يشمل العلاج التلطيفي دعم أسرة المريض أيضًا؟
بالتأكيد. يهتم العلاج التلطيفي بدعم الأسرة والأشخاص القائمين على رعاية المريض، سواء عبر تقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية أو المساعدة في التكيّف مع الأعباء والمسؤوليات الإضافية، كما يقدّم المشورة في حال الفقد لمساندة الأسرة نفسيًا.
 

هل هناك أدوية خاصة تُستخدم في العلاج التلطيفي؟
تتضمّن الرعاية التلطيفية أدوية لتسكين الألم الحاد والمزمن مثل المورفين ومشتقاته لتخفيف الأعراض الشديدة، إضافة إلى أدوية أخرى لمعالجة الغثيان أو ضيق التنفس أو الأرق، مع ضرورة الاستخدام الآمن لهذه الأدوية تحت إشراف الفريق الطبي لضمان التوازن بين تخفيف الألم ومنع أي مضاعفات.
 

موضوعات ذات صلة