الصحة النفسية، وتعزيز الثقة بالنفس (Mental Health and Enhancing Self-Confidence)

شارك الموضوع:

من خلال هذه الصفحة ستتم الإجابة عن تساؤلاتك حول الصحة النفسية، وتعزيز الثقة بالنفس 

 

ما هي الصحة النفسية؟ 

الصحة النفسية تمثل حالة من التوازن العقلي التي تتيح للأفراد التكيف مع تحديات الحياة، واكتشاف إمكانياتهم، والتعلم بشكل فعّال، والعمل بكفاءة، والمساهمة في تطوير مجتمعاتهم. هي: عنصر أساسي من الصحة العامة، والرفاهية، إذ تدعم قدرتنا على اتخاذ القرارات، وبناء علاقات صحية، والمساهمة في تشكيل المجتمع، والعالم المحيط بنا. كما تُعد حقاً أساسياً لكل فرد. 

  

ما هي الثقة بالنفس؟  

الثقة بالنفس هي: سمة تتعلق في إيمانك بقدراتك، ومهاراتك. تشعرك بالراحة في قبول نفسك، وتقديرها، وتدرك جيدًا نقاط قوتك، وضعفك. من خلال ذلك، يصبح من السهل عليك التعامل مع النقد، والتواصل بثقة، وتحديد أهداف ،واقعية. 

من ناحية أخرى، قد يؤدي تدني الثقة بالنفس إلى شعورك بالشك في قدراتك، ما يجعل من الصعب عليك الثقة بالآخرين. قد تشعر بالنقص، أو بعدم الاستحقاق، وتكون حساسًا تجاه الانتقادات. كما قد تختلف مشاعر الثقة بالنفس بناءً على الظروف؛ فمثلاً: قد تشعر بثقة عالية في مجالات معينة، مثل: الدراسة، بينما تفتقر إلى الثقة في جوانب أخرى، مثل: العلاقات الشخصية. 

 

ما أهمية الصحة النفسية، والثقة بالنفس؟  

الصحة النفسية، والثقة بالنفس يشكلان علاقة متكاملة، ومترابطة، حيث يؤثر كل منهما في الآخر بشكل مباشر. يعد تقدير الذات عنصرًا بالغ الأهمية للصحة النفسية، إذ ينعكس بشكل كبير على طريقة التفكير، والمشاعر، والتصرفات. عندما يكون تقدير الذات مرتفعًا، يؤدي ذلك إلى نظرة أكثر إيجابية للحياة، علاقات أفضل، وصحة نفسية محسّنة. كما يعزز القدرة على مواجهة التحديات، والنكسات بفضل الشعور القوي بالقيمة الذاتية، والثقة بالنفس. 

على الجانب الآخر، يمكن أن يؤدي تدني تقدير الذات إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية، مثل: مشاعر العدمية، الشك في النفس، وانعدام الأمان. كما قد يساهم في ظهور مشكلات نفسية، مثل: الاكتئاب، القلق، واضطرابات الأكل. 

 

ما هي اضطرابات الصحة النفسية؟  

الاضطراب النفسي هو: حالة يتم تشخيصها عندما يكون هناك اضطرابا، سريريا ذا دلالة كبيرة في تفكير الفرد، أو تنظيمه العاطفي، أو سلوكه. هناك العديد من أنواع الاضطرابات النفسية، ومنها: 

اضطرابات القلق: تُعرف بوجود خوف، وقلق مفرطين، مصحوبين باضطرابات سلوكية. تكون الأعراض شديدة بما يكفي لتسبب ضائقة كبيرة، أو تؤثر بشكل كبير على الأداء الوظيفي للفرد. 

الاكتئاب: يختلف الاكتئاب عن تقلبات المزاج المعتادة، أو الاستجابات العاطفية قصيرة الأمد اليومية. خلال نوبة الاكتئاب، يشعر الشخص بحزن مستمر، أو فراغ عاطفي، أو يفقد القدرة على الاستمتاع بالأنشطة التي كان يحبها. تستمر هذه الأعراض لمعظم اليوم، تقريبًا كل يوم، لمدة لا تقل عن أسبوعين. 

اضطرابات الأكل: مثل: فقدان الشهية العصبي، والشره المرضي، تتعلق بتناول الطعام بشكل غير طبيعي، والاهتمام المفرط بالطعام، بالإضافة إلى القلق البارز حول الوزن، والشكل الجسماني. 

السلوكيات المزعجة، والاضطرابات الاجتماعية: المعروفة أيضًا باسم اضطراب السلوك، تتميز بمشكلات سلوكية مستمرة، مثل: التحدي المستمر، أو العصيان، التي تنتهك باستمرار الحقوق الأساسية للآخرين، أو الأعراف، أو القواعد، أو القوانين المجتمعية الرئيسة. 

اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): ينتشر بشكل كبير في المناطق المتأثرة بالصراعات. قد يتطور اضطراب ما بعد الصدمة بعد التعرض لحدث، أو سلسلة من الأحداث المهددة، أو المروعة بشكل استثنائي. 

الفصام: يعرف بتدهور كبير في القدرة على الإدراك، وتغيرات في السلوك. 

 

ما هي العوامل التي تؤثر في الصحة النفسية، والثقة بالنفس؟  

قد تتداخل مجموعة من العوامل الفردية، والعائلية، والمجتمعية لدعم الصحة العقلية أو التأثير سلبًا عليها. على الرغم من أن معظم الناس يتمتعون بالمرونة النفسية، إلا أن الأشخاص الذين يواجهون ظروفًا معاكسة، مثل: الفقر، والعنف، والإعاقة، وعدم المساواة، هم أكثر عرضة لخطر التأثر السلبي على صحتهم العقلية. 

  • انخفاض تقدير الذات: يتشكل تقديرنا لذواتنا من خلال تجاربنا الحياتية، خاصة خلال مرحلة الطفولة. فعندما ينشأ الأطفال في بيئة داعمة، تحتويهم، فإنهم يميلون إلى تطوير تقدير أعلى لذاتهم. في المقابل، فإن الأطفال الذين يتعرضون للإهمال أو الإساءة قد يعانون من تدني تقدير الذات. 
  • الحديث السلبي مع النفس: يمكن أن يؤثر أسلوب حديثنا مع أنفسنا بشكل كبير على تقديرنا لذواتنا. فعندما نمارس الحديث السلبي مع الذات، مثل: الانتقاد المستمر لأنفسنا، أو التركيز على عيوبنا، فإن ذلك يمكن أن يقلل من تقديرنا لذواتنا، ويساهم في تعزيز الأفكار، والمشاعر السلبية. 
  • المقارنة مع الآخرين: المقارنة المستمرة قد تؤدي إلى الشعور بعدم الكفاءة، والتأثير سلبًا على احترام الذات، مما يزيد من مشاعر القلق، والإحباط. 
  • توقعات غير واقعية: إنّ وضع توقعات غير واقعية، يساهم في انخفاض احترام الذات. فالشعور المستمر بأنك لا تلبي توقعات نفسك، غالبا يؤدي إلى الشعور بالفشل، وعدم الكفاءة. 
  • عدم توفير الدخل الكافي: يؤثر نقص الدخل الكافي، والمناسب بشكل كبير على الصحة النفسية للأفراد. لذلك، يعد توفير دخل الحد الأدنى المضمون لتلبية الاحتياجات الأساسية من الأولويات التي يجب أن تُؤخذ في الاعتبار ضمن نموذج الاندماج الاجتماعي؛ لضمان رفاهية الأفراد، واستقرارهم النفسي. 

 

أساليب تعزيز الصحة النفسية، والثقة بالنفس

  • العلاقات الصحية: يُعد وجود شبكة من العلاقات المستقرة، والصحية، والملتزمة أمرًا حيويًا في حماية الأفراد من تأثيرات الاضطرابات النفسية. 
  • مارس التعاطف مع الذات. 
  • ركز على نقاط القوة: بدلًا من التركيز على عيوبك، يجب أن تركز على نقاط قوتك وتحتفل بإنجازاتك. 
  • أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين: من المهم أن تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين وداعمين يساعدون في رفع معنوياتك، ويجعلونك تشعر بالرضا عن نفسك. 
  • حدد توقعات واقعية: حدد أهدافًا واقعية، وقابلة للتحقيق. لا تتوقع الكمال؛ فمن المستحيل أن تكون مثاليًا في كل جوانب الحياة. 
  • طلب المساعدة من المتخصصين: إذا كان انخفاض تقدير الذات يؤثر بشكل كبير على صحتك العقلية، ورفاهيتك، فمن المهم اللجوء إلى المساعدة المهنية. حيث يمكن للمعالج مساعدتك في تحديد الأسباب الرئيسة؛ لانخفاض تقدير الذات، وتزويدك بالأدوات، والتقنيات اللازمة لتحسينها. 
  • التعامل مع الفشل، والانتكاسات:  

قد تواجه بعض الأحيان الفشل في جوانب مختلفة من حياتك اليومية، لذلك من المهم تعلم المهارات التي تساعدك على التكيف مع هذه التحديات، والتغلب عليها. على الرغم من أن الفشل قد يُنظر إليه كإشارة سلبية، إلا إنه يمكن أن يكون فرصة للنمو، والتطور إذا تم التعامل معه بشكل صحيح من خلال اتباع بعض السلوكيات: 

  • تقبل المسؤولية: اعترف بدورك في المواقف التي لم تسر كما كنت تأمل. 
  • لا تأخذ الأمور بشكل شخصي: لا تجعل الفشل يؤثر على مفهومك لذاتك. 
  • اعترف بمشاعرك: اسمح لنفسك بالتعبير عن مشاعرك تجاه المواقف الفاشلة. 
  • واجه المشاعر السلبية بشكل منتج: اعمل على تحويل مشاعرك السلبية إلى دافع للتحسين. 
  • تعرف على الأفكار السلبية، وغير الواقعية: قم بتحدي الأفكار التي قد تكون مبالغًا فيها أو غير منطقية. 
  • ابحث عن الدعم الخارجي: لا تتردد في طلب المساعدة من الأصدقاء، العائلة، أو المتخصصين؛ لمساعدتك على التعامل مع الفشل. 
  • تعزيز تقدير الذات: اعمل على تقوية احترامك لذاتك، ولا تدع الفشل يقلل من قيمتك. 

 

​​متى يجب عليك مراجعة الطبيب؟  

هناك علامات تحذيرية مبكرة يمكن أن يلاحظها الأصدقاء، والعائلة، حيث يمكن أن يسهم التدخل المبكر في تقليل شدة المرض، وتأثيره. من المفيد متابعة الأمر مع مختص إذا لاحظت ظهور بعض من هذه العلامات، مثل: 

  • تغيرات في النوم والشهية، أو تدهور في العناية الشخصية. 
  • تغيرات في المزاج. 
  • الانسحاب الاجتماعي. 
  • انخفاض في الأداء. 
  • مشكلات في التفكير. 
  • الشعور بالانفصال. 
  • التوتر العصبي. 
  • السلوك غير المعتاد. 

 

الاسئلة الشائعة

ما الفرق بين الثقة بالنفس الغرور؟ 

الفرق بين الثقة بالنفس، والغرور يكمن في الأساس في كيفية رؤية الفرد لذاته والتعامل مع الآخرين: 

  • الثقة بالنفس: هي الإيمان بقدرات الشخص مع الاعتراف بنقاط ضعفه. الشخص الواثق بنفسه يعرف قدراته، ويعتمد عليها، لكنه يظل متواضعًا، وقادرًا على التعلم والنمو. كما يكون قادرًا على الاعتراف بالأخطاء، وتصحيحها دون الشعور بالتهديد. 
  • الغرور: هو شعور مبالغ فيه بالأهمية، أو التفوق على الآخرين. الشخص المتفاخر، أو المغرور يعتقد أنه أفضل من الآخرين، وقد يتصرف بتعالٍ، أو احتقار تجاههم. الغرور يرافقه أحيانًا إنكار للعيوب، أو التقليل من أهمية النصائح، والآراء الأخرى. 

 

هل مستوى الثقة بالنفس مرتبط في قدرات الشخص؟ 

مستوى الثقة بالنفس غالبًا ما يكون مرتبطًا بتصورات الفرد عن قدراته أكثر من ارتباطه بقدراته الفعلية. تعتمد هذه التصورات على كيفية رؤيتك لذاتك، وقد لا تكون دائمًا دقيقة، أو واقعية. 

موضوعات ذات صلة

الصحة المدرسية (School health)

من خلال هذه الصفحة سيتم الإجابة على تساؤلاتك عن الصحة المدرسية    ما هي الصحة المدرسية؟   الصحة المدرسية هي مجموعة