من خلال هذه الصفحة ستتم الإجابة عن تساؤلاتك عن السمنة لدى الأطفال والمراهقين
السمنة لدى الأطفال، والمراهقين:
السمنة هي: تراكم مفرط، وغير طبيعي للدهون في الجسم، مما يشكل تهديدًا خطيرًا على الصحة العامة. أصبحت هذه المشكلة الصحية قضية عالمية، خاصة بين الأطفال، والمراهقين، حيث تؤثر على صحتهم البدنية، والنفسية وتزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل: ارتفاع ضغط الدم والسكري. بالإضافة إلى ذلك، قد تستمر السمنة التي تبدأ في الطفولة إلى مرحلة البلوغ، مما يعزز المخاطر الصحية على المدى الطويل. لذلك، تتطلب معالجة السمنة تدخلًا مبكرًا يشمل الجوانب الصحية، والنفسية بهدف تحسين صحة الأجيال القادمة، وتقليل الأضرار الناتجة عنها.
قياس السمنة لدى الأطفال، والمراهقين:
يتم تصنيف السمنة لدى الأطفال، والمراهقين بناءً على الطول، والوزن مع أخذ العمر، والجنس بعين الاعتبار، ويكون القياس بالشكل الآتي:
الأطفال دون سن الخامسة، يتم تحديد السمنة لديهم بتقييم الوزن بالنسبة للطول، فإذا كان وزن الطفل أعلى بشكل ملحوظ، مقارنة بالطول حسب معايير منظمة الصحة العالمية.
الأطفال والمراهقين من عمر 5 إلى 19 سنة، يتم استخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI) لتحديد السمنة لديهم.
ما هي عوامل الخطورة للإصابة بالسمنة لدى الأطفال، والمراهقين؟
السمنة لدى الأطفال والمراهقين هي حالة متعددة العوامل، تنشأ نتيجة التفاعل بين الأسباب الجينية، والبيئية، والسلوكية، والاجتماعية. ومن بين أهم عوامل الخطر:
- العوامل الغذائية
ترتبط السمنة بالنمط الغذائي غير الصحي، حيث يُعد استهلاك الأطعمة المصنعة، و والتي تفتقر المغذيات عاملًا رئيسيًا. كما أن تخطي وجبة الإفطار، وزيادة استهلاك الأطعمة السكرية، والدهون غير الصحية، يؤديان إلى تراكم الدهون. بالمقابل، تناول الخضراوات والفواكه يقلل من احتمالية زيادة الوزن.
- قلة النشاط البدني
تحدث السمنة؛ نتيجة قلة النشاط البدني، حيث قد يستهلك الأطفال سعرات حرارية تفوق احتياجاتهم مقابل قلة النشاط البدني، مما يؤدي إلى تخزين الدهون في الجسم.
- العوامل الاجتماعية، والاقتصادية
تلعب الظروف الاجتماعية، والاقتصادية دورًا كبيرًا في السمنة، حيث إن الأطفال من العائلات ذات الدخل المحدود، ومستوى التعليم المنخفض غالبًا ما يواجهون صعوبة في الوصول إلى خيارات غذائية صحية، أو أماكن آمنة لممارسة النشاط البدني. كما أن نمط حياة الوالدين وسمنتهم تؤثر مباشرة على أطفالهم.
- العوامل الطبية، والصحية
ترتبط السمنة ببعض الحالات الصحية التي تسهم في زيادة الوزن. فالأطفال الذين يعانون من اضطرابات، مثل: متلازمة التوحد، أو اضطرابات النوم، والمشكلات العاطفية، والنفسية قد يكونون أكثر عرضة لزيادة الوزن. كذلك، استخدام بعض الأدوية، مثل: الكورتيكوستيرويدات أو مضادات الاكتئاب، قد يساهم في اكتساب الوزن.
- العوامل الوراثية، والجينية
تلعب العوامل الوراثية دورًا في السمنة، حيث قد تزيد بعض الطفرات الجينية، أو المتلازمات الوراثية من احتمالية زيادة الوزن. ومع ذلك، فإن تأثير الجينات غالبًا ما يتفاقم بفعل البيئة المحيطة، ونمط الحياة.
- العوامل المرتبطة بالحمل، والولادة
يزداد خطر إصابة الأطفال بالسمنة إذا كانت الأم تعاني من زيادة الوزن قبل الحمل، أو سكري الحمل. وزن الطفل عند الولادة أيضًا، سواء أكان مرتفعًا، أو منخفضًا، يؤثر على احتمالية تعرضه للسمنة لاحقًا بسبب التغيرات في تكوين الجسم في المراحل المبكرة من الحياة.
- قلة النوم
النوم غير الكافي يؤثر على توازن الهرمونات المنظمة للجوع، والشبع، مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، وزيادة احتمالية السمنة. كما أن قلة النوم مرتبطة بتغيير أنماط السلوك الغذائي، مثل: تقليل تناول الفواكه، وزيادة الأطعمة عالية الطاقة.
- العوامل النفسية والسلوكية
الإجهاد المزمن، والضغوط النفسية، وديناميكيات الأسرة تلعب دورًا مهمًا في تطور السمنة واستمرارها. العوامل النفسية، مثل: العلاقة مع الوالدين، وتصور الطفل لجسمه، يمكن أن تؤثر على نمط حياته، وسلوكياته الغذائية.
- البيئة المحيطة
البيئة المسببة للسمنة تتسم بغياب خيارات الطعام الصحي بأسعار مناسبة، وقلة الأماكن الآمنة لممارسة النشاط البدني، بالإضافة إلى السياسات غير الكافية التي تشجع على نمط حياة صحي.
ما هي طرق الوقاية من السمنة لدى الأطفال والمراهقين؟
تُعدّ السمنة لدى الأطفال والمراهقين مشكلة صحية عالمية، تتطلب نهجًا وقائيًا شاملاً يعالج الأسباب المتعددة، ويستهدف الفئات العمرية المختلفة. ويمكن تحقيق الوقاية من خلال التركيز على الجوانب الآتية:
- التغذية الصحية
- الحد من استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر، والطعام عالي السعرات، وقليل القيمة الغذائية.
- تشجيع تناول الفواكه، الخضراوات، الحبوب الكاملة، والبروتينات الصحية لتكون جزءا من النظام الغذائي اليومي.
- تقليل تناول الوجبات السريعة، ومراقبة أحجام الحصص الغذائية.
- النشاط البدني
- ضمان ممارسة الأطفال نشاطًا بدنيًا متوسطًا إلى مكثف، لمدة ساعة يوميًا على الأقل.
- توفير بيئات آمنة، ومشجعة للعب، والنشاط البدني في المنزل، والمدرسة والمجتمع.
- الحد من الأنشطة الجلوسية، كوقت الشاشة، واستبدالها بأنشطة حركية.
- النوم الصحي
- الالتزام بجدول نوم منتظم، حيث يُوصى بأن يحصل الأطفال على ساعات كافية من النوم حسب أعمارهم.
- تحسين جودة النوم من خلال تقليل التعرض للشاشات قبل النوم، وإنشاء بيئة نوم هادئة.
- دور الأسرة
- مشاركة الأسرة في الأنشطة الصحية، مثل: إعداد وجبات متوازنة، وممارسة الرياضة معًا.
- تشجيع الوجبات الأسرية المنتظمة لتشكيل عادات غذائية صحية، وتعزيز الروابط العائلية.
- تقديم القدوة الحسنة للأطفال من خلال تبني الأهل لنمط حياة صحي.
- البيئة المجتمعية
- تعزيز السياسات التي تشجع على توفر الخيارات الغذائية الصحية بأسعار معقولة.
- تقليل الأطعمة، والمشروبات غير الصحية في المدارس، والمرافق العامة.
- دعم الأنشطة الرياضية، والبرامج الترفيهية التي تحفز الأطفال على الحركة.
- دور الأمومة المبكرة
- تعزيز الرضاعة الطبيعية كخيار تغذية أساسي للرضع؛ لما لها من فوائد في تقليل مخاطر السمنة.
- دعم الأمهات لتبني عادات صحية أثناء الحمل، وبعده، بما في ذلك التغذية السليمة والنشاط البدني.
- التثقيف الصحي
- توعية الآباء، والأمهات بأهمية التغذية، والنشاط البدني، والنوم الصحي.
- تشجيع المدارس، والمراكز الصحية على تنظيم حملات، وبرامج توعوية؛ لتعزيز السلوكيات الصحية.
الأسئلة الشائعة
هل تؤثر العوامل الوراثية على السمنة؟
نعم، العوامل الوراثية تلعب دورًا في زيادة خطر السمنة، ولكن العوامل البيئية الصحية، مثل التغذية، النشاط البدني، وعادات النوم يمكن أن تساعد في تقليل هذا الخطر.
هل الرضاعة الطبيعية تساعد في الوقاية من السمنة؟
نعم، تشير الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بالسمنة في الطفولة. الأطفال الذين يرضعون طبيعياً لديهم احتمالات أقل لتطوير السمنة، مقارنة بالأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي.