عمى الوجوه (Face Blindness)

شارك الموضوع:

 

ستساعدك هذه الصفحة على إجابة تساؤلاتك.

ما هو عمى الوجوه؟

يُعد عمى الوجوه (Prosopagnosia) حالة عصبية نادرة يفقد فيها الشخص القدرة على التعرف على وجوه الآخرين أو حتى وجهه أحيانًا، رغم سلامة الرؤية وقدرته على تمييز الأشياء الأخرى. يشير الأطباء إلى أن بعض الحالات قد تكون خفيفة للغاية ولا يدرك المصاب بها أنه يعاني منها، بينما قد تسبب بعض الحالات الأخرى صعوبات اجتماعية ومهنية كبيرة نتيجة عدم القدرة على تمييز الأشخاص في الحياة اليومية. وقد بيّنت بعض الدراسات الحديثة أن عمى الوجوه قد يكون أكثر شيوعًا مما كان يُعتقد سابقًا، إذ قد يصيب نحو 3% من الناس بدرجات متفاوتة الشدة، ويتدرّج من الشكل البسيط إلى الشديد.

 

يعاني المصابون بعمى الوجوه من صعوبة شديدة في التعرف على الوجوه، حتى تلك التي يرونها يوميًا مثل وجوه أفراد الأسرة أو الزملاء المقربين. لا تكمن المشكلة في الرؤية بحد ذاتها، بل في معالجة الدماغ للمعلومات البصرية الخاصة بالوجوه، ما يجعل الشخص غير قادر على تمييز ما إذا كان قد رأى الوجه من قبل أم لا، أو على ربط الوجه بهوية صاحبه. في الحالات الشديدة، قد لا يستطيع المريض تمييز وجه شريكه أو طفله، ما يؤدي إلى شعور بالحرج والعزلة الاجتماعية، وقد يضطر إلى الاعتماد على علامات أخرى مثل الصوت أو تسريحة الشعر أو طريقة المشي للتعرف على الناس من حوله.

أنواع عمى الوجوه:

  1. عمى الوجوه المكتسب:

ينتج هذا النوع عن تلف في مناطق محددة من الدماغ بعد التعرض لإصابة، مثل:

  • السكتات الدماغية
  • إصابات الرأس الرضّية
  • أمراض تنكسية مثل الزهايمر أو الفصام هذا النوع قد يظهر فجأة بعد الحادث، حتى لدى أشخاص لم يكن لديهم سابقًا أي مشكلة في تمييز الوجوه.

 

  1. 2. عمى الوجوه التطوري أو الخَلقي:

يولد الشخص بهذا النوع دون وجود إصابة دماغية واضحة، ويعتقد أن له جذورًا وراثية، وقد يظهر في أكثر من فرد من العائلة. يظهر منذ الطفولة ويستمر مدى الحياة، وغالبًا لا يتم اكتشافه إلا في مراحل لاحقة عند ملاحظة صعوبات في التفاعل الاجتماعي أو تمييز الأشخاص.

تصنيفات فرعية (حسب طريقة تأثر المعالجة البصرية):

  • النوع الإدراكي/الاستقبالي:

يكون لدى المصاب خلل في إدراك بنية الوجه، أي أنه لا يستطيع تكوين صورة متكاملة للوجه. فيصعب عليه التمييز بين وجه وآخر أو حتى تمييز ملامح الوجه نفسه، رغم قدرته على تمييز ملامح غير وجهية. هذا النوع غالبًا ما يرتبط بآفات في منطقة fusiform gyrus بالفص القذالي.

 

  • النوع الترابطي/الذاكري:

في هذا النوع، يكون الشخص قادرًا على إدراك الوجه وتمييز تفاصيله البصرية، لكنه يعجز عن ربطه بالهوية أو المعلومات المخزنة سابقًا عنه، كأن يرى وجه شخص يعرفه دون أن يدرك من هو. يرتبط هذا النوع غالبًا بتلف في الفص الصدغي الأمامي.

ما هي أسباب عمى الوجوه؟

  • قد يكون عمى الوجوه حالة تطوّرية خلقية يولد بها الشخص نتيجة خلل في نمو الشبكات العصبية المسؤولة عن معالجة الوجوه، وغالبًا ما يكون هذا النمط ناتج عن مشكلة وراثية ويُلاحظ أحيانًا لدى أكثر من فرد في العائلة.

 

  • قد ينشأ عمى الوجوه بعد إصابة الدماغ في حادث، أو جلطة دماغية، أو أمراض تنكسية مثل الزهايمر، أو أورام الدماغ، حيث يُتلف ذلك الأجزاء المختصة بتعريف الوجوه في الفص الصدغي أو القذالي.

 

  • من العوامل المحتملة أيضًا وجود بعض الاضطرابات النمائية مثل التوحد، إذ وُجدت صلة بين عمى الوجوه وبعض الاضطرابات العصبية التطورية.

كيف يتم التعامل مع عمى الوجوه؟

  • لا يوجد حتى الآن علاج دوائي مباشر لعمى الوجوه، لكن يعتمد العلاج على مساعدة الشخص في تطوير استراتيجيات تعويضية تساعده على تمييز الناس بطرق بديلة، مثل التركيز على نبرة الصوت، تسريحة الشعر، طريقة المشي أو الإيماءات المميزة للتعرف عليهم بسهولة.

 

  • من المفيد إخبار المحيطين بوجود هذه الحالة وطلب مساعدتهم في تقديم الأشخاص بأسمائهم عند اللقاءات.

 

  • يوصى باستخدام بطاقات الأسماء أو تدوين أماكن جلوس الزملاء في العمل إن أمكن لتقليل الإرباك.

 

  • يمكن لبعض الأفراد الاستفادة من تدريبات معرفية أو برامج إعادة التأهيل العصبي التي تهدف لتحسين القدرة على معالجة الوجوه ولو جزئيًا.

متى يجب عليك مراجعة الطبيب؟

  • إذا لاحظت فجأة صعوبة في تمييز الوجوه بعد إصابة في الرأس أو نوبة عصبية، يجب عليك مراجعة الطبيب فورًا لاستبعاد الحالات الطارئة مثل الجلطات الدماغية أو أورام المخ.

 

  • إذا كانت صعوبة التعرف على الوجوه تؤثر بشكل كبير على حياتك الاجتماعية أو عملك، فمن الأفضل استشارة طبيب أعصاب أو طبيب نفسي متخصص في الاضطرابات الإدراكية.

الأسئلة الشائعة:

ما الفرق بين عمى الوجوه وصعوبة تذكر الأسماء؟

عمى الوجوه يقتصر على عدم القدرة على التعرف على ملامح الوجه نفسه حتى لو كان الشخص مألوفًا، أما صعوبة تذكر الأسماء فتتعلق بمشاكل في الذاكرة اللفظية ولا تعني بالضرورة وجود مشكلة في إدراك الوجوه.

 

هل يمكن أن يتعايش الشخص مع عمى الوجوه دون أن يعرف؟
نعم، في بعض الحالات خاصة النوع التطوري، قد لا يدرك الشخص أن لديه حالة طبية ويظن أنها ضعف طبيعي في التذكر، لذلك قد يعيش سنوات طويلة دون تشخيص طبي.

موضوعات ذات صلة

انتفاخ البطن (Abdominal bloating)

ستساعدك هذه الصفحة في الإجابة عن تساؤلاتك بدقة حول انتفاخ البطن ما هو انتفاخ البطن؟   هو: شعور بالامتلاء أو

ضباب الدماغ (Brain Fog)

من خلال هذه الصفحة سيتم الإجابة على تساؤلاتك عن ضباب الدماغ. ما هو ضباب الدماغ؟ ضباب الدماغ هو مصطلح يستخدمه