إدمان السكريات (Sugar Addiction)

شارك الموضوع:

في هذه الصفحة، ستجد إجابات على تساؤلاتك حول إدمان السكريات.

ما هو إدمان السكريات؟

يشير مفهوم إدمان السكر إلى فكرة أن استهلاك السكر قد يؤدي إلى سلوكيات وتغيرات في الدماغ مشابهة لتلك التي تسببها المواد المخدرة. وتُظهر الدراسات أن السكر يُحفز نظام المكافأة في الدماغ ويزيد من مستويات الدوبامين: وهي المادة الكيميائية المسؤولة عن مشاعر المتعة والتحفيز.

 

أظهرت التجارب على الحيوانات، أن الفئران التي تناولت أنظمة غذائية غنية بالسكر ظهرت عليها علامات سلوكية واضحة تشبه الإدمان. وشملت هذه العلامات الإفراط في الأكل، والرغبة الشديدة في تناول السكر، وحتى أعراض الانسحاب عند التوقف عن تناوله – وهي جميعها مؤشرات تقليدية للإدمان.

 

ومع ذلك، تُظهر الدراسات على البشر صورة أكثر تباينًا. فعلى الرغم من ارتباط استهلاك السكر بالسمنة والسكري وأمراض القلب، فإن مفهوم إدمان السكر لدى البشر ما يزال محل جدل. حيث يختلف الباحثين في تصنيف السكر كمادة مسببة للإدمان

أهمية فهم الآثار الصحية لإدمان السكريات؟

تكمن أهمية فهم إدمان السكريات في آثاره الصحية المحتملة. يرتبط الإفراط في تناول السكر ارتباطًا وثيقًا بالسمنة والسكري من النوع الثاني وأمراض القلب ومشاكل الأسنان.

 

السمنة من المشاكل الخطيرة التي يزداد من يعانون منها في كل عام، وهو ما يجعل الأمر قضية صحية عامة وملحة يجب الانتباه لها، فالأنظمة الغذائية التي تحتوي على الكثير من السكريات الحرة تعتبر أنظمة غذائية منخفضة الجودة؛ لأن الأطعمة الغنية بالسكر عادةً ما تكون مليئة بالسعرات الحرارية لكنها تفتقر للعناصر الغذائية المفيدة. هذا يعني أن الشخص قد يستهلك المزيد من السعرات بدون أن يحصل جسمه على الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها.

هل هناك أنواع لإدمان السكر؟

لا يوجد تصنيف رسمي لأنواع إدمان السكر في المصادر العلمية. ومع ذلك، يشير الباحثون إلى أن هناك مسارين أساسيين وراء الرغبة في تناول السكر:

  1. الرغبة في المذاق الحلو (المسار الهيدوني/مسار المتعة): ينشط هذا المسار نظام المكافأة في الدماغ، وخاصة مناطق مثل النواة المتكئة التي يُفرز فيها الدوبامين، مما يجعل الشخص يتناول الأطعمة السكرية لمجرد المتعة والطعم اللذيذ حتى لو لم يكن جائعًا.
    مثال: تناول الحلوى بعد الأكل بدافع التذوق فقط.
  2. الدافع الغذائي أو التمثيلي (المسار الأيضي): يرتبط هذا المسار باحتياج الجسم للطاقة، إذ تنشط مناطق مثل تحت المهاد التي تتحكم في الشعور بالجوع والشبع، وتلعب هرمونات مثل الجريلين دورًا في تحفيز هذا الدافع.
    مثال: تناول السكر عند الشعور بهبوط الطاقة لتعويض انخفاض مستوى السكر في الدم.

وهذا يوضح أن الرغبة في تناول السكر قد تنبع إما من حاجة جسدية للطاقة أو من البحث عن المتعة، وغالبًا ما يتداخل هذان المساران معًا.

ما هي عوامل الخطورة؟

تشمل عوامل الخطورة التي تزيد من القابلية للإفراط في استهلاك السكر:

  • الاستعداد الوراثي: قد تجعل بعض الجينات الأفراد أكثر ميلًا لتفضيل الأطعمة الحلوة والغنية بالسعرات الحرارية.
  • أسلوب الحياة الخامل: أدى نمط الحياة الحديث إلى انخفاض كبير في النشاط البدني، مما زاد من تأثير الأنظمة الغذائية عالية السعرات.
  • بيئة الطعام: سهولة توفر الأطعمة المصنعة ومنخفضة التكلفة والغنية بالسكر قد غيرت سلوكيات الأكل على مستوى العالم.
  • المحفزات النفسية والعاطفية: يمكن أن يؤدي التوتر والقلق أو مشاكل المزاج إلى الأكل العاطفي والرغبة في تناول السكر.

 

كيف يمكن الوقاية من إدمان السكر؟

1– تقليل السكريات المضافة: توصي منظمة الصحة العالمية بأن يقلل كل من البالغين والأطفال من السكريات الحرة إلى أقل من 10% من إجمالي الطاقة اليومية، ويفضل أن تكون أقل من 5%.

2– الانتباه لملصقات الطعام: اقرأ ملصقات الطعام بعناية؛ إذ يمكن أن تختبئ السكريات المضافة تحت أسماء عديدة مثل شراب الذرة عالي الفركتوز، والدكستروز، والمالتوز.

3– التقليل من المشروبات السكرية: استبدل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة بالماء أو المشروبات غير المحلاة.

4– تحسين العادات الغذائية: أعطِ الأولوية للأطعمة الكاملة وغير المصنعة والغنية طبيعيًا بالعناصر الغذائية وقليلة السكريات المضافة. 5– ممارسة الرياضة بانتظام: يعمل النشاط الرياضي على تعديل نظام الدوبامين في الدماغ، وهو نفس النظام الذي يؤثر عليه إدمان السكريات. تشير الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة بانتظام تؤدي إلى زيادة 15% في عدد مستقبلات الدوبامين في الدماغ، مما يساعد في تقليل الحاجة للسكريات كمصدر للمكافأة.

 

المفاهيم الخاطئة عن إدمان السكريات:

“السكر يُسبب الإدمان مثل الكوكايين.” بينما تُظهر الدراسات على الحيوانات أن السكر يمكن أن يُحفز مسارات دماغية مشابهة، فإن الأدلة البشرية أقل وضوحًا بكثير.

 

“السكريات الطبيعية سيئة مثل السكريات المضافة.” السكريات الطبيعية الموجودة في الفواكه والحليب تأتي مع الألياف والعناصر الغذائية، بينما توفر السكريات المضافة سعرات حرارية إضافية دون قيمة غذائية.

 

“التوقف المفاجئ هو الحل الوحيد.” التقليل التدريجي، وليس الإلغاء المفاجئ، هو الأكثر استدامة ويمكن أن يساعد في إعادة ضبط التفضيلات الذوقية مع الوقت.

حلول تمكينية: كيف يمكن التعامل مع إدمان السكر؟

  • تتبع الاستهلاك: الوعي هو المفتاح؛ احتفظ بمذكرة أو استخدم تطبيقًا لمراقبة استهلاكك اليومي من السكر.
  • التقليل التدريجي: قلل السكر في المشروبات والوجبات الخفيفة والوجبات تدريجيًا لتجنب الشعور بالحرمان.
  • بناء عادات أفضل: استبدل الحلويات الغنية بالسكر بخيارات صحية مثل الفواكه أو المكسرات.
  • طلب المساعدة الطبية عند الحاجة: بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الأكل العاطفي أو الإفراط في الأكل، يمكن أن يوفر استشارة مقدم رعاية صحية أو مستشار دعمًا قيمًا.

الأسئلة الشائعة:

هل يمكنني تقليل استهلاك السكر بمفردي؟ نعم، يستطيع الكثير من الناس تقليل استهلاك السكر من خلال الوعي بعاداتهم الغذائية، التقليل التدريجي، وتبني بدائل صحية، لكن في حالات الإفراط الكبير أو الأكل العاطفي، قد يكون طلب المساعدة من مختص مفيدًا.

 

هل السكريات الطبيعية مثل العسل أفضل من السكر الأبيض؟ رغم أن العسل يحتوي على بعض المركبات المفيدة، إلا أنه يُعتبر أيضًا من السكريات المضافة عند استخدامه للتحلية، لذا من المهم تناوله باعتدال وعدم الإفراط فيه.

 

ما أفضل طريقة لتقليل استهلاك السكر؟ ابدأ بخطوات صغيرة مثل تخفيف السكر في المشروبات، استبدال الحلويات بالفواكه، والانتباه لملصقات الأغذية التي تكشف كمية السكريات المضافة.

 

هل المقصود بـ “إدمان السكر” هو مادة السكر فقط؟ ليس دائمًا، فالعلماء يرونه غالبًا جزءًا من إدمان الطعام، الذي يشمل أطعمة مُصنَّعة عالية السعرات تجمع بين السكر والدهون والنكهات، مما يجعلها محفزة للدماغ ويزيد الرغبة في تناولها حتى دون جوع.

 

هل السكريات تغذي الخلايا السرطانية وتجعلها تنمو أسرع؟

لا يوجد دليل علمي على أن تناول المزيد من السكر يجعل الخلايا السرطانية تنمو بشكل أسرع، أو أن حرمانها من السكر يبطئ نموها. جميع الخلايا في الجسم، بما فيها الخلايا السرطانية، تعتمد على الغلوكوز للحصول على الطاقة. لكن ما هو مؤكد هو أن الإفراط في تناول السكر المضاف قد يؤدي إلى زيادة الوزن أو السمنة، وهما عاملان يزيدان خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
بالنسبة لمرضى السرطان، يمكن أن يسبب الإفراط في تناول السكر المضاف ارتفاعًا في مستوى السكر بالدم، ما قد يؤثر سلبًا على فعالية العلاج الكيميائي ويزيد من خطر المضاعفات. لذلك يُنصح باتباع نظام غذائي متوازن يحد من السكريات المضافة، مع التركيز على الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية مثل الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون، مع استشارة أخصائي تغذية لوضع خطة غذائية مناسبة.

 

هل المشروبات الغازية الدايت أكثر أمانًا وأقل ضررًا من العادية؟

على الرغم من عدم احتواء المشروبات الغازية الخالية من السكر على سكر مضاف، لكنها تحتوي على محليات صناعية ومواد كيميائية قد تكون ضارة إذا تم تناولها بكثرة. تشير الدراسات إلى أن الإفراط في شرب المشروبات المحلاة صناعيًا (حتى مشروب أو اثنين يوميًا) قد يزيد خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، التي تشمل ارتفاع ضغط الدم وزيادة دهون البطن.
من أبرز المخاطر المحتملة:

  1. زيادة الوزن: المحليات الصناعية قد تزيد الرغبة في تناول الأطعمة عالية السعرات.
  2. اضطراب الأنسولين: الطعم الحلو بدون سعرات قد يرفع مستويات الأنسولين والجلوكوز.
  3. تأثير على الدماغ: قد تحفز مراكز الدماغ المرتبطة بالرغبة في الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات.

متى يجب استشارة أخصائي الرعاية الصحية؟

إذا كنت تعاني من رغبات شديدة لا يمكنك السيطرة عليها، أو نوبات إفراط في الأكل، أو أعراض انسحاب عند تقليل السكر، أو إذا كان استهلاك السكر يؤثر بشكل كبير على صحتك الجسدية أو النفسية، فقد حان الوقت لاستشارة طبيب أو مختص في الصحة النفسية.

إرشادات:

  • اهدف إلى تغييرات صغيرة ومتسقة بدلًا من التغييرات الجذرية.
  • شارك أهدافك مع عائلتك وأصدقائك حتى يشجعونك ويساعدونك على الالتزام.
  • احتفل بالتقدّم الذي تحققه، حتى لو لم تصل إلى النتيجة المثالية، فكل خطوة تقلل بها السكر تُعتبر نجاحًا.

 

موضوعات ذات صلة